أبو الفضل النيسابوري هو العالم المسلم اللغوي البارع أبو الفضل الميداني النيسابوري، هو أحد أهم الأدباء واللغويين البارعين في عصره، وسنعرض لكم اليوم في هذا المقال بعض المعلومات عن هذا الشيخ الجليل.
أبو الفضل النيسابوري
هو الإمام أبو الفضل أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم الميداني.
الميداني: نسبة لميدان يسمى زياد وهي نسبة قد أطلقت على كثير من العلماء في هذا الزمان، منهم علي بن محمد بن أحمد بن عبد المؤمن الميداني، و محمد بن أحمد بن معقل الميداني.
وهي أيضاً نسبة إلى عدد من البلدان الإسلامية في هذا الوقت.
مولده
ولد الإمام في مدينة نيسابور، ولا يوجد في كتب تراجم الرجال ما يحدد تاريخ ولادة الإمام أبو الفضل النيسابوري، ولذلك يصعب تحديد عصور ملوك السلاجقة الذين كان يعيش في حكمهم، ولكن يذكر في بعض الكتب أنه عاش فترة من الزمن في عصر الملك عضد الدين أبي شجاع ألب أرسلان، الذي حكم من عام 455 إلى 465 من الهجرة وتؤكد بعض الكتب أنه عاش في عصر ملكشاه الأول الذي حكم من سنة 465 إلى 487 من الهجرى حتى عصر معز الدين أبو الحارث سنجر الذي عاش فيه ما يقرب من السبع أعوام فيكون بذلك، قد عاش في عهد معظم الحكام السلاجقة الكبار.
أقوال العلماء فيه
أثنى عليه العلماء في عصره حيث قال الشيخ القفطي عنه( ثم اغلف التصانيف، فأحسن كل الإحسان في العلم الذي جمعه وألفه، وزاد على من قدمه بالتصنيف والترتيب وصحح على بعض من أخطأ من قبله، من المؤلفين واستدرك الأخطاء).
وقد قال عنه أيضاً أنه شيخ أهل الأدب في زمانه، وقد ذاع صيته بأدبه واشتهر في البلاد بمؤلفاته القيمة.
وقد قال عنه الإمام البيهقي أيضًا في كتابه “وشاح الدمية” (من الشيخ صدر الأفاضل أحمد بن محمد الميداني صدر العلماء وأجل الأدباء، قد رافق الفضل في أيام خلصت فيها زاده، ونفذت فيها عدته وفنت هيبته، فأقام العلوم عندما بدلتها الأزمنة بظروفها، وقد من الله عليه بأدبه وآدابه، فلا يوجد في عصره من هو في علمه في الأدب).
وقد قال عنه الإمام الذهبي في كتاب تذكرة الحفاظ (أنه نحويًا أصوليًا بارعًا مؤلف التصانيف)
كما قال عنه الإمام الخوانساري في كتاب “روضات الجنات” (أنه كان من أهل الفضل ومن علماء الأدب الكبار فاهمًا حافظًا، عالم باللغة مؤلف الكتب القيمة، في علوم اللغة وفي غيرها من العلوم).
علم أبو الفضل النيسابوري
كان الإمام النيسابوري عالما جليلًا اجتهد في طلب العلم، لم تذكر كتب التراجم أنه خرج في رحلات إلى طلب العلم، نظرًا لأن مدينة نيسابور الذي عاش فيها، كانت ممتلئة بكثير من العلماء والشيوخ الكبار، حتى أنه كان يأتي إليه طلاب العلم من كل مكان، فاستمر فيها الإمام وسمع العلم من شيوخها وعلمائها، وبعد ذلك بدأ الإمام أبو الفضل النيسابوري في الاشتغال بالتدريس، وتتلمذ على يده كثير من طلاب العلم وقام لهم بالإجازه وتخرج على يده عدد كبير منهم، وأصبح جزء منهم من كبار العلماء من بعده.
إنجازاته في خدمة الإسلام
إن الإمام أبو الفضل الميداني النيسابوري أحد العلماء الأجلاء، الذي انتشر فضلهم وعلمهم فقد قام بتأليف الكثير من الكتب النافعة، وقد عرف في زمانه وبعد زمانه بالعلم الوفير، في اللغة والفقه وعلوم كثيرة، وكان له مكانة عالية بين العلماء، وقد كتب ذلك أقرانه من الشيوخ الكبار، في مؤلفاتهم و أيضًا قد ساعدته براعته في اللغة والأدب على نظم مقطوعات كثيرة من الشعر.
مؤلفات أبو الفضل النيسابوري
كان للإمام النيسابوري الكثير من المؤلفات والكتب التي جمع فيها علمه النافع نذكر منها ما يلي:
- مجمع الأمثال والحكم.
- المستقصى في أمثال العرب.
- نزهة الطرف في علم الصرف.
- الهادي السادس.
- السامي في الأسامي.
بعض شيوخه
لقد أخذ الإمام النيسابوري العلم على يد كثير من الشيوخ في عصره نذكر منهم ما يلي:
- الإمام علي بن أحمد الواحدي.
- الإمام يعقوب بن أحمد النيسابوري.
قد يهمك أيضا: ابو سلمه بن عبد الرحمن بن عوف
تلاميذه
تتلمذ على يد الشيخ الميداني الكثير من طلاب العلم الذين سمعوا منه وأجاز لهم وانتفعوا بعلمه نذكر منهم ما يلي:
- ابنه الإمام سعيد بن أحمد الميداني.
- الإمام أحمد بن علي بن أبي صالح البيهقي المشهور بأبي جعفر.
قد يهمك أيضا: سالم بن عبدالله بن عمر (علمه – انجازاته في خدمة الإسلام)
وفاته
قد إنتقل رحمه الله إلى الرفيق الأعلى في عام 544 من الهجرة.
وفي خاتمة هذا المقال فقد عرضنا لكم بعض المعلومات، عن الإمام أبو الفضل الميداني النيسابوري، العالم الجليل صاحب الفضل على كثير من التلاميذ الذين سمعوا العلم منه، وصاحب الفضل علينا بمؤلفاته التي قد وصلت إلينا في يومنا هذا وقد عرضنا بعضًا منها في هذا المقال.
قد يهمك أيضا: القاسم بن محمد ( علمه – مواقف من حياته – انجازاته في الإسلام)
المصادر:
